الخميس، 27 نوفمبر 2008

كل هذا الحب..


كل هذا الحب..
نادرا ما أتأثر بفيلم خصوصا لو كان كاتبه (وحيد حامد) الذي أتحفظ على أراءه وأفعاله وكل ما يكتب.. لكن ربما هذا الفيلم هو الاستثناء الوحيد الذي يؤكد القاعدة.. وربما ماجعلني أتأثر أكثر هو حالتي النفسية والعاطفية حينها وأيضا أداء (نور الشريف) الغير تقليدي في هذا الفيلم.. 
لسه بصدد الكتابة عن قصة الفيلم مطلقا.. ولكن ربما أقول فقط أنه يحكي عن قصة حب رومانسية بين اثنين أحبا بعضهما منذ الصغر وجاءت عقبات ما جعلت زواجهما أمرا مستحيلا ورغم ذلك هربا وسافرا وتزوجا وحملت الفتاة وقررا العودة إلى الوطن مرة أخرى لتلد مولودهما هناك ولكن والد الفتاة كان قد لفق تهمة ما للشاب فتم القبض عليه في المطار وهربت هي وتعبت وذاقت الشقاء صنوفا حتى تلد مافي بطنها دون أن يتمكن منها أو منه والدها.. وبالفعل تمت الولادة في أصعب الظروف وحبيبها في السجن وصحتها تتدهور فإذا بها تموت بعد الولادة مباشرة.. ولتتخيل مأساة الشاب الذي في السجن وامرأته ماتت وهي تلد ابنه الذي لا يعرف أين هو..
الانفعال الرهيب علة وجه (نور الشريف) حين عرف أنها ماتت ربما هو الذروة والكليماكس الذي جعلني أتأثر بالفعل.. ثم عودته إلى زنزانته وهو يتخيل ولده ويرسمه على جدران زنزانته وهو يكبر يوما تلو الآخر.. لقطات عبقرية وحميمية ومؤثرة إلى أقصى درجة.. 
الذي جعلني أكاد أنفجر من التأثر حين قطعت الكهرباء عند هذا المشهد..!!
ولأني كنت أعيش الحالة فعلا فقد وجدت نفسي أمسك الورقة والقلم (في الظلمة) وأكتب بعض الكلمات..
قصيدة نشرتها في معرض الكلية كالعادة وسميتها باسم الفيلم ( كل هذا الحب)..
هي عبارة عن رسالة من الحبيب إلى ابنه الذي لم يره يروي له قصته..
ولدي..
لم ابتعدت والسجن دونك كوكبي..
وأنت دربي..
وأنت زمني وصحبتي..
والعمر أنّات تنتظر الصدى..
والشوق أشواك تسكن مرقدي..
يغالبها نقش بالجدار حبيب..
فيسكتها حينا ويكسر وحدتي..
فألثم فاك النجم الصغير..
وأغمر لحني بفيض أبوتي..
وأدخل عينيك حلمي الجميل..
وأجتر فيك فصول حكايتي..
أذكر عشقا بناه القدر..
ونال منه ظلم البشر..
طفلا شقيا كنت أنا..
وكانت هي لي مهجتي..
وفي بحر صمتي..
سمعت كلمتي..
وسط صخب ضحكي..
مسحت دمعتي..
وكنت وحيدا..
كانت أسرتي..
منحت لظلامي خيوط النور..
جعلت مني طفلا مسحور..
وجاءتني.. فأحيّتني..
وقالت أحبتني..
سأُكمل فيك فنانا مكسور..
وستُكمل بي فرحا مسطور..
وبدأنا..
ويوم ظننا أنّا اقتربنا..
قالوا نهايتنا..
قاومنا.. وصرخنا..
وكانت صرختنا.. مرارتنا..
وطبائع حقيقتنا..
هُزمْت.. ولم تُهزَم..
قالت أحبك ولن أدعك..
فأنا.. وإن لم ترض.. في الأيام عمرك..
وأقدامي على الأرض أتباع ظلك..
فوجدتني بها قوة وصلابة وعناد..
وانتصرنا.. وكسرنا بحبنا ملل الأصفاد..
وسافرنا.. وابتعدنا..
وكان بعدنا صحراء..
وحبنا واحتنا..
تعِبَّت..
وكان ألمها كل أسرارها..
وكنت أنت في أحشائها..
وعلِمت.. فقلت لا..
لنعد للوطن..
قد دفعنا كل الثمن..
وعدنا..
ويوم عدنا.. افترقنا..
واغتربنا..
رحت في سجن صغير..
وهي في سجن كبير..
ووُلِدت أنت..
وجاءتني.. تبشرني.. وتسألني..
فقلت انتظري..
ولم تنتظر..
وجدتها تندثر..
رحلت حبيبتي..
ماتت وليفتي..
وتركت ليك فيك ذكرى..
وتركتك لي ذكرى..
تُرى أأراك يوما..
لأعود بك إلى دنيّتي..
وأقبل فيك عين حبيبتي..

ليست هناك تعليقات: